الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة كلمات مريرة... بـقـلـم رضا التـلـيـلي

نشر في  16 جوان 2016  (13:05)

ساعة أبي، أساور أمي

عند كل مساء كان أبي يخرج الساعة الفضية المدورة من جيب سترته، يداعب أقراصها ثم يعيدها إلى جيبه. بعدها كان الليل يخيم على القرية. عندما كنت صغيرا، كنت أظن أن أبي هو من يطفىء ضوء الشمس.

الأساور في يد أمي اليمنى، لم تكن تنزعها أبد. في الحقل أو في المنزل، كان صوتها يتردد كلما حركت يدها. أساور أمي كانت تستيقظ قبل الديكة، عندما أسمع صوتها أعرف أن الشمس ستبزغ. لازلت أعتقد أن أمي هي من يضيء النهار.

كانت تراودني رغبة طفولية جامحة في سرقة ساعة أبي، في نزع بطاريتها وعقاربها. بهذه الطريقة سيتوقف الوقت إلى الأبد وتنتصر أساور أمي.

شجرة الكلتوس

إلى شجرة الكلتوس، التي لم تغير مكانها. لقد إنتظرت أن تلتحقي بنا عندما غادرنا القرية ذات شتاء مغطى بالوحل. حزنت حين عرفت أنك لن تأتي. في المدينة كانت كل الأشجار هشة وقصيرة، لم أجد أين أضع أرجوحتي، كما كنت أفعل. منذ افترقنا لا أعرف كيف أرتفع للأعلى لألمس الغيمة.

السلام على

السلام على التي تقرأ نصوصي العربية بإعتماد "قوقل ترنزلايت". التي تفهم كلماتي المريرة، ولكنها تضع الريش على جناحي ليكبر وأطير. السلام على التي أكتب لها وتتظاهر أنها لاتقرأ ما أكتب. تتسلل كل يوم بين كلماتي كالسارق، لاتريد أن تترك خلفها أي أثر.

 السلام على الذين تظاهروا أنهم لم يروا شيئا، حين كنا نبكي. السلام على الرفاق، الذين حين تركني الجميع، وضعوا أيديهم فوق كتفي وقالوا لي: تقدم أرنا الطريق.

العيون القاسية

العيون القاسية، صورة قلب خائف يرتجف. أعرف إهتزازها وكراهيتها. أعرفها جيدا وأعرف كل ألوانها وحالاتها، لقد حاولت مرارا أن تجعل من قلبي مقبض باب. دامية تلك المسافة التي عليك قطعها مشيا، فوق الزجاج المهشم.

طريقة واحدة في الحب

طريقة واحدة في الحب، لاأعرف غيرها: مادام لا أحد سيرث مشاعري أو كلماتي، سأختصر الطريق. إذا أحببت إمرأة في المستقبل فسأنظر في عينيها وأقول لها: أحبك.

طائر البلارج

طائر البلارج، يبني عشه بلا سقف فوق العمود الكهربائي، فوق الحضارة وتحت الغيمة يوجد عش البلارج بحجم القمر. أيها الطائر الأبيض ذو الريش الجميل والرقبة المصقولة، هل ستغادر البلاد مع نهاية كل صيف مثل كل مرة؟ هل لي بطلب: خذ معك مشاعري وكلماتي، ارميهما في أحد الحقول أو قدمهما طعاما لفراخك عند المساء.

 ©صورة ونص: رضا تليلي (أياكان)